ثم ماذا؟
إحملوا أمتعتكم.. أصوات من تحبون.. ذاكرة المساءات في منازلكم الريفية الواسعة.. خطوات المارة أمام المنازل.. نداءات الجيران
كسر في جدار حوض في الحديقة.. تسلل النباتات على عتبة البوابة
مزاج الرياح على نافذة تطل على الغرب.. لقاء الجيران في ساحات البيوت الواسعة
أشياء تأجلونها للعطلة القادمة.. أشياء تستعجلونها اليوم
أحاديث عمن تعرفونهم وتعرفون بيوتهم وأسماء آبائهم وأماتهم واتجاه نوافذهم وعدد الغرف في منازلهم وألوان ستائرهم و أشجار حدائقهم.. وجيرانهم وأسماءهم وعاداتهم وأفكارهم وأحزانهم وهواجسهم
إحملوا أوطانكم.. واذهبوا إلى الخليج..
أو.. ضعوها في قوارب تعبر المتوسط إلى الموت أو الغياب
إحملوا أوطانكم.. وارحلوا
ريثما يتم من في الأوطان سلخ جلده.. ريثما يتم من في الأوطان.. كسر جدرانه ليشيدوا برجاً وحيداً.. يقفل نافذة الله ويعيد صياغة الأسماء بنداءات جديدة.. وأصوات جديدة..
إحملوا أوطانكم.. واهربوا بها..
لأنكم لن تجدونها بعد اليوم إلا في الذاكرة..
ريثما... تفقدون الذاكرة
#يمامة_خيو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق