السبت، 8 يوليو 2023

أنا أفتح الأبواب

أنا أفتح الأبواب.. لتفر عصافير الذاكرة
لتقف على شجرة ترمي أوراقها على الباب
وتلوح للريح.. خذيني بعيداً 
كسرب الأوز البري
لأتأكد بأن جميع الجهات 
لا تتسع.. نداء الهارب من صوته
ولا تجيد احتضان ارتجافه
أنا أفتح الأبواب.. ليسقط وجه غيابكما
وأغنية كان يغينها لي أحد العابرين
ويطيل المكوث قرب اسمي
ويمسح شعري بلحن قديم
" ستطيرين يوماً"
ويحكي لي حكايات العصافير
التي نجت من مذبحة
أنا أفتح الأبواب.. لأجلس وجهاً لوجه.. أمام حزني
وأقول بأني برغم الجروح فعلت الصواب
وأني أطلت البحث.. بعيداً بعيداً
أبعد من مسافة حجر في الماء
أبعد من الأصوات الأخيرة
وأبعد من ندب في يد لم تصافحه
ولا مسّت أطراف صوته
أنا أفتح الأبواب.. لا لتهرب مني.. 
بل لأهرب فيك بما تبقى من نصيب الفراشات
وما تبقى من حديث الجراح إلى السكاكين
وما تبقى من رزق المساكين
وما تبقى من صوت مس الصباح
برفق الذي يمس جرحاً 
ويخشى انسكاب الذاكرة
أنا أفتح الأبواب.. لترحل
لتمضي غير آبه بكل ما لم أقله
لتمضي غير مدرك لكل ما لم أقله
لتدرك أني وكل الذين لا يلوحون للراحلين
و لا يصرخون بأسمائهم 
يراقبون من النافذة اختفاء ظلالهم
ويبتلعون خدوش الحنجرة
هم أقسى ربما.. 
أجبن ربما.. 
وربما كانوا الأكثر يقيناً
بأن النداء لا يليق بمن أودعناهم أرواحنا
ومن غادروا بها..

الكاتبة #يمامة_خيو
يمامة خيو 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق