كتبت يمامة خيو
في اختبار هو الأهم في أحد أكثر الدول الأوربية رقياً وإنسانية وحرية لدراسة طبيعة العقل البشري وسلوكه.. قررت فتاة أن تقف عارية في أحد الشوارع متخذة قرار عدم الرد أو الدفاع عن نفسها والاتفاق مع الشرطة لعدم التدخل لصالحها
الاختبار بدأ بإلقاء نظرات عليها..
ثم بدأ المارة بإلقاء العبارات المهينة والشتائم..
لا قرار بالرد والشرطة على الحياد..
بدأت الجموع بلمسها.. صفعها.. والتحرش بها..
تنتهي التجربة بمشهد مرعب.. والشرطة تنتشل الفتاة من بين جموع( الحيوانات) التي عادت إلى همجيتها وغرائزيتها بمجرد اقتناعها بأن أحداً لن يتدخل ولو تم اغتصاب الفتاة علناً وفي الشارع وأمام المارة
لم تسجل التجربة عدد الذين مروا دون التفات.. عدد من دافع عنها.. عدد من حاول إلقاء الملابس عليها لحمايتها وتجنيبها مزيداً من التحرش والإساءة.. التجربة تقول فقط.. أن القانون هو من يحكم الغرائز.. وأن الرهان على الأخلاق مهزلة، وأن الهمجية ستطبع المكان بطابعها لأنها أكثر فاعلية وشراسة
في شهبا.. ليس الصراع صراعاً بين عائلتين
الخبر معيب.. لكن لابأس هذه الحرب بكل ما أنتجها وبكل ما انتجته معيب.
لكن بعيداً عن العيب الذي يُغرِق البلاد إقتصادياً وثقافياً وسياسياً
أعتقد أنه من الأفضل تجنب الغباء، إن كنتم رافضين تجنيب العيب فيما يجري.
الأفضل أن تتعلموا أن الدماء التي تسيل على أسوار البلاد.. ترفعها
والدماء التي تسيل داخلها.. تنخر عظم البلاد
وأن الدم الذي يسيل على الحدود يتصلّب.. والدم الذي يسيل داخلها يتعفن ويختلط سمّه بالهواء والماء
أخيراً.. وربما لا تنتبهون لذلك
إن لفّات المشايخ في الجبل أخذت قدسية خاصة رغم العلمانية الطاغية على مجتمع الجبل.. أخذت قدسيتها من تقدمها الصفوف دائماً في أية معركة أو موقف للكرامة، ومن فوزها دائماً في أي رهان على توحيد الصفوف بوجه أي خطر أو إساءة
نحن لا نراهن عليها، ولا يرضينا نقتلع السيوف المغروسة بأجسادنا بأيدينا..
ولا يرضينا أن نعيدها لأجساد من غرسها ومن ساهم ومن صمت
يرضينا فقط.. أن تتذكروا أننا داخل أسوار البلاد وأن الدماء التي تسيل ستنهض يوماً.. بما لا يمكن احتواؤه
الرحمة لضحايا آل الطويل.. أصحاب الأيادي البيضاء والذين انتفضت لهم كل الخواطر التي جُبرتْ بما قدموه حتى قبل قتلهم بأيام
ورهاننا على نخوة آل الخطيب وكل العائلات التي أعلنت انضمامها للمنتفضين على العصابات
#شهبا
#فيليب_السوري
#السويداء
#الكاتبة_يمامة_خيو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق