السبت، 28 يوليو 2018

يسألون لما السويداء بقلم يمامة خيو

يسألون: لما السويداء!؟
عجبا" أو استنكارا" أو رفضا" لا يهم
يتحدث الكثيرون عن مجازر عديدة حدثت في أرجاء الوطن.. لكن لماذا السويداء؟!
نحن لا نقول أننا أعلى شأنا".. أو أننا نمتلك امبراطوريات إعلامية.. أو أننا أسياد المال القادرين على بث قضايانا وتسويقها بالطريقة التي نشاء.. لسنا أصحاب مناصب عالية في مفاصل الدولة.. ولسنا ميليشيا مسيطرة على ساحة ما...
لم يحدث يوما" أن فرضنا مفاهيمنا أو معاييرنا الانسانية أو الدينية أو السياسية.. أو الثقافية على أحد
حين ستلف الكاميرا في أرجاء القرى التي تعرضت للقتل القبيح.. ستجد أنك في ظل منازل متواضعة(شكلا").. ليست باذخة.. وليست خياما" طارئة.. لن تجد زعيما" سياسيا" يقف ليلق خطابا" مزلزلا" حاصدا" تصفيق مؤيديه... أو شيخ دين يدعو بالهلاك على كل من لا يشبه عمامته
اﻷمر بسيط جدا".. الموت سيحصد التعاطف دائما".. ودائما" ستجد من يتحدثون بالمجازر.. لكن الموت منسي.. بطبع الموت البقاء تحت التراب
ما حدث.. أنك كنت أمام الحياة رغم سقوطها تحت إسم المجزرة.. رأيت ما تبحث عنه بين بنادق الرجال الواقفين لمجد الحياه..
السويداء شفت غليلك من إسطورة الموت المتنقل.. أخبرتك بدم شهدائها أن الموت كذبة الحياة.. وأن داعش ليست قدرا" محتما".. وأن على اﻷرض نساء قبل الرجال استطاعت قهر المعجزة
وأن داعش ليست خيمة موت أو سرب جراد يأتي ليفرض الموت ويخرج من اﻷمكنة مزهوا" بالدم المتراكم على فمه
لقد أثبتنا أننا أبناء الحياه.. ﻷن على الحياة أن تقف بقسوة الموت وشراسته.. أن تعلق الموت على اﻷقواس في ساحات المدينة.. وأن تسحله في الشوارع وأن ترميه النساء باﻷحذية والرصاص..
لقد رأيت في السويداء انتقام الحياه.. بوجهها اﻷشرس.. واﻷجمل واﻷكثر عنفوانا"
لم تتعاطف مع الشهداء.. إنما تعاطفت مع حكاياتهم المثيرة لمجد الحياه ومجد التراب.. ومجد الوطن
نحن نتعاطف مع القوة القادرة على فرض الحياه فرضا".. بقوة البنادق.. ومعمودية الدم

#السويداء @#جبل_العرب
#يمامة_خيو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق