الجمعة، 6 أغسطس 2021

أنا ابن الريف (خلدون خيو)

 انا ابن ريف 

واني لمعتدٌ بذلك............!!

انا ابن الشروق والغروب بمسافاته المفتوحة على القلوب والعيون .

ابن الزرع والحصاد 

رائحتي تشبه رائحة التراب بعد المطر  ولي حصة من  الضوء ميزت وجهي.


انا الباسق في ملاعب الريح كصفصاف ، 

العتيق كسنديان الهضاب  . 

والشامخ المعتد بحضوره كحصان .


ثابت كجبل ، واثق كخطى الحب ، خشنٌ كصخر ، 

وناضجٌ كقبلة .

لدي من الحنين ما يكفي لامداد الصباحات بالندى،  ومن القسوةِ ما يجفل الرعد . 


انا ابن ريف 

شاهقٌ كذئب وبدر ،  وممتدٌ كحقل قمح 

انا الارحب في معادلة المكان ،

ابن البراري الذي لا يدجن في قفص .

اتقن لغة الصحو باكراً 

مشبعاً بامتزاج تلك الخلطات السرية بين الصوت والرائحة ومنظر الاشياء . 

أنا إن تحدثت عن الحب صنعته ،  

وان عشت الوجع قهرته 

أولد كل صباح من جديد وأسلم  في آخر الليل  اجنحة خيالاتي  لأمهار المجون

في شجرة الحياة انا الغصن العصي على الكسر ، اليانع كوجه طفل  والسخي ككف جد ، 

وارف المجد والكبرياء ، 

لا أنحني إلا لأطعم الأرض والعابرين .

فمن ذا الذي يجرأ على محاولة ليِّ عنق  كل هذا العنفوان في جبهتي  أو إنكار  الخَضَار  في أعماقي. 

خبرتي بفراش أزاهير البراري ، لا تقل عن خبرتي بقنص الضباع .

انا المسرف في كل شيء حدود اليقين ، 

افرح بصخب واحزن بوقار ، 

وابكي بصمت ، 

اعشق بجنون ، واكره بترفع .

قويٌ بدون استقواء ،عاشقٌ بدون تذلل ، هائجٌ كبركان ووادعٌ كحصاةٍ لامعة في قعر نهر شفيف، 

تلك هي مفردات المكان .

ذلك الذي أورثني من الكبرياء ما يقيني لعنة التكبر ، ومن الرضا ما يتوج قلبي بمجد الوثوق والسماح ومن المحبة مايكفي لاخماد حروب العالم .


طفولتي التي أمضيتها حافياً سمحت للتراب أن يتغلل في دمي فنشأت مثله كثيفاً متجدداً مليئاً بالخير والاسرار .


كل تلك الاضواء لا تغري أبناء القمر والنجوم والسهر على  سطح بيوتات الحب . عندما وحدها  الامومة  والريح والحبيبة يحق لها أن تعبث بشعري فيضيء المكان.


 

انت  المحكوم  بالذل والاستجداء  والركض تحت الدخان والغبار وخلفه ، وانا الملك باستغنائي ونقائي .


انا الوِسْعَةُ وأنتَ الضِيقْ . أنا الصفاء وانت العكر ، أنا التعفف وانت العوز ، أنا السخاء ما ملكت عيوني وانت المنكفئ ما قَصُرتْ يداك . 


انت مغبون يا صديقي عندما صدقت كذبة الامكنة والمسميات ...!!

لقد ارادوك لهم عبداً فقبلت ، سوغوا لك الذل تمدن فاستسغت .

 حشروك في صناديق الرغبة بالبقاء حياً فأطعت .

عُدْ لزيارتي يوماً لاخبرك أن الحياة  مشوار لا يقبل المهادنة . 

وأن الوصول قمةٌ لا تُبنى على الاحتمال ، 

وأن الكرامة قيمةٌ لا تحتمل التأويل .

#الأستاذ_خلدون_خيو

#ريف

#السويداء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق