الأحد، 30 يوليو 2023

ثم ماذا، بقلم الكاتبة يمامة خيو

ثم ماذا؟
إحملوا أمتعتكم.. أصوات من تحبون.. ذاكرة المساءات في منازلكم الريفية الواسعة.. خطوات المارة أمام المنازل.. نداءات الجيران
كسر في جدار حوض في الحديقة.. تسلل النباتات على عتبة البوابة
مزاج الرياح على نافذة تطل على الغرب.. لقاء الجيران في ساحات البيوت الواسعة
أشياء تأجلونها للعطلة القادمة.. أشياء تستعجلونها اليوم
أحاديث عمن تعرفونهم وتعرفون بيوتهم وأسماء آبائهم وأماتهم واتجاه نوافذهم وعدد الغرف في منازلهم وألوان ستائرهم و أشجار حدائقهم.. وجيرانهم وأسماءهم وعاداتهم وأفكارهم وأحزانهم وهواجسهم
إحملوا أوطانكم.. واذهبوا إلى الخليج.. 
أو.. ضعوها في قوارب تعبر المتوسط إلى الموت أو الغياب
إحملوا أوطانكم.. وارحلوا 
ريثما يتم من في الأوطان سلخ جلده.. ريثما يتم من في الأوطان.. كسر جدرانه ليشيدوا برجاً وحيداً.. يقفل نافذة الله ويعيد صياغة الأسماء بنداءات جديدة.. وأصوات جديدة.. 
إحملوا أوطانكم.. واهربوا بها.. 
لأنكم لن تجدونها بعد اليوم إلا في الذاكرة.. 
ريثما... تفقدون الذاكرة
#يمامة_خيو 

الثلاثاء، 18 يوليو 2023

أحلام مستغانمي

https://youtube.com/shorts/-EdLNidNAJc?feature=share

السبت، 8 يوليو 2023

أنا أفتح الأبواب

أنا أفتح الأبواب.. لتفر عصافير الذاكرة
لتقف على شجرة ترمي أوراقها على الباب
وتلوح للريح.. خذيني بعيداً 
كسرب الأوز البري
لأتأكد بأن جميع الجهات 
لا تتسع.. نداء الهارب من صوته
ولا تجيد احتضان ارتجافه
أنا أفتح الأبواب.. ليسقط وجه غيابكما
وأغنية كان يغينها لي أحد العابرين
ويطيل المكوث قرب اسمي
ويمسح شعري بلحن قديم
" ستطيرين يوماً"
ويحكي لي حكايات العصافير
التي نجت من مذبحة
أنا أفتح الأبواب.. لأجلس وجهاً لوجه.. أمام حزني
وأقول بأني برغم الجروح فعلت الصواب
وأني أطلت البحث.. بعيداً بعيداً
أبعد من مسافة حجر في الماء
أبعد من الأصوات الأخيرة
وأبعد من ندب في يد لم تصافحه
ولا مسّت أطراف صوته
أنا أفتح الأبواب.. لا لتهرب مني.. 
بل لأهرب فيك بما تبقى من نصيب الفراشات
وما تبقى من حديث الجراح إلى السكاكين
وما تبقى من رزق المساكين
وما تبقى من صوت مس الصباح
برفق الذي يمس جرحاً 
ويخشى انسكاب الذاكرة
أنا أفتح الأبواب.. لترحل
لتمضي غير آبه بكل ما لم أقله
لتمضي غير مدرك لكل ما لم أقله
لتدرك أني وكل الذين لا يلوحون للراحلين
و لا يصرخون بأسمائهم 
يراقبون من النافذة اختفاء ظلالهم
ويبتلعون خدوش الحنجرة
هم أقسى ربما.. 
أجبن ربما.. 
وربما كانوا الأكثر يقيناً
بأن النداء لا يليق بمن أودعناهم أرواحنا
ومن غادروا بها..

الكاتبة #يمامة_خيو
يمامة خيو