الأحد، 22 يناير 2023

التقمص: يمامة خيو

يغريني في التقمص مجازه.. هذا الرحيل الدائم على شوك الأرض.. لتنجو من جسدك
من أجسادك.. هذا الفرار من كل ما أحببت وكرهت وخفت لتعيد صياغة حنينك.. باسم جديد وقلب يسير على اهتزازت المعنى
يغريني فيه.. قسوته حين يخبرك بأنك تركت خلفك حزناً عظيماً على أمهات وآباء وأحباء ومدن وأوطان.. وأسماءً كتبتها على الدفاتر والجدران.. وأنك جثوت كثيراً في حزن ما وقلت بأنه عذابك الأخير
ثم.. فرّت منك.. إليك
تغريني.. هذه الثنائية القاتلة.. المؤقت واللانهاية
وهذا الصمت الذي تغلف به الروح نفسها عندما يعلو ضجيج الجسد الغارق بطفولته.. وبملحه
أنت نتاج ما قلت أو ما آمنت به حينما كنت تسير إلى مرآتك بوجه آخر.. 
لكنك الآن.. تحمل عبء كل أسمائك.. كل وجوهك.. وكل ما أردت قوله ولم تقله.. كل ما رفضت.. وكل الأشياء التي مرت ولم تسامح ولم تقل.. كان على كل هذا أن يحدث
تحمل عبء صمتك في حزنك.. وعبء اعتقادك بأنك ستنجو من هشاشتك إذا ما أغلقت نوافذ صوتك
(لا تكذب عليّْ.. لا تكذب عليك)
لكن التقمص أيضاً قلق العودة ثانيةً.. قلق الموت مرات.. والتأكد في كل مرة.. ( هل هذا صوته؟!)
تقتلتني تلك الفكرة المرعبة.. لكنني أحاول بها النجاة من إسمي
#الكاتبة #يمامة_خيو